صنم التطرف

يعتقد الكثير من العراقين ان ازالة بعض مكونات المجتمع هو الحل لمشاكلهم , وهذا الامر ان كان صحيحا فهو مرحلي او حل مؤقت لا يعالج اصل المشكلة .

فقد عاش العراق خلال قرن من الزمان وهو يتأرجح بين الافكار والتيارات المتناقضة

* فعاش نصف قرن تقريبا يحكمه نظام غربي الملامح رأسمالي الاقتصاد ديمقراطي المفاهيم
*ثم نصف قرن اخر يحكمه نظام شرقي الملامح اشتراكي الاقتصاد دكتاتوري المفاهيم

# وتأثر كثيرا بالمنهج الشيوعي المتطرف
# ورضخ للافكار القومية المتطرفة
# وهو اليوم يجرب الافكار الدينية المتطرفة --- والتي اوقعته في جحيم اشد ضراوة من كل ما سبقها من التطرف

ولا مخرج للعراقيين الا بأن يكفروا بصنم التطرف حتى وان كان يرتدي زي الايمان والدين والمذهب .

ومفتاح الخلاص هو بعدم الغاء اي مكون من مكونات المجتمع , لاعطاء ارجوحة الحياة فرصتها في التوازن بعد هذا التأرجح والترنح ،ولابد للجميع ان يدركوا ان التنوع هو عامل ترشيد لحركة الحياة ( وهو عامل قوتها ) ، وان التطرف والتهميش والغاء الاخر هو السبيل الاكيد للعرج والتطرف والدمار والتخلف ، وكفانا سكرا بخمر الاحديه ، ولنستفد من تجربة ما مضى ، ولنترك شخصا واحدا من كل مكون يحرس حائط التطرف وليهنيء في تقديسه ماشاء ، ولننطلق بقيتنا لاعمار البلاد ونفع العباد .
والله الهادي الى سواء السبيل .